لوليتا

هل تذكر اللوليتا ؟ ليست برائحة غزل البنات النفاذة ، و لا ببرودة الآيس كريم المنعشة ، و لا يبقى طعمها في فمك طويلاً كالبونبوني و الشيكولاتة . ما هي إلا متعة وقتية تأكلها في ثانية ، و تنسى كل شئ عنها في الثانية التالية !!0

الثلاثاء، يوليو ١١، ٢٠٠٦

*الفصل الأخير من رواية أمام العرش

( الفصل الذي لم يكتبه نجيب محفوظ )

0
ونادى حورس بصوته الجهوري : 0
محمد حسني مبارك ، وولديه جمال و علاء 0

ودخل من الباب رجل متوسط الطول ، يبلغ أرذل العمر ، ملتحف بأكفانه عاري القدمين . يتبعه شابين قويين ، حتى مثل ثلاثتهم بين يدي أوزوريس 0
أومأ أوزوريس إلى تحوت كاتب الآلهة فراح يقرأ من الكتاب :0

محمد حسني مبارك ، رابع رئيس جمهورية لمصر ، شارك في حرب أكتوبر و كان قائداً للقوات الجوية ثم نائباً للرئيس أنور السادات . حكم مصر لأطول فترة بالمقارنة بالرؤساء السابقين له . استكمل مسيرة الرئيس السادات في ايقاف الحرب ، و قام ببعض الاصلاحات في مصر إلا إنها لم تؤت أكلها . وإنحدر الوضع الاقتصادي في عهده وجاع الشعب ، و فقدت مصر هيبتها بين الأمم ، و ساد الفساد في ربوع مصر و أنتشر 0

ودعاه أوزوريس للكلام فقال:0

لقد تسلمت حكم مصر في ظروف صعبة ، حيث أغتيل الرئيس السادات و كانت البلاد مهددة بحالة من الفوضى ، فكان الحكم بيد من حديد هو الطريق الوحيد لانقاذ البلاد . و مع ذلك فقد قمت بإصلاح العلاقات المصرية العربية و إعادة مقر جامعة الدول العربية إلى مصر .و قمت بالعديد من الإصلاحات في البنية التحتية و الطرق و الكباري و التليفونات و الخدمات . أما عن الغلاء فكان سمة عامة في العالم أجمع ولا ذنب لي فيه0

هنا تكلم أبنوم :0
هذا هو تبرير الطغاة على مر العصور ، لقد كنتٌ قائداً لأول ثورة في تاريخ مصر ، من أجل هذا الشعب الذي ضاعت حقوقه و شغل عنه حكامه بأهوائهم . فأرجعت الحكم للشعب
0
فرد مبارك :0
لقد كنت أنا ايضا إمتداد لثورة يوليو المجيدة ، التي ارجعت الحكم للشعب و اخرجت المحتل الغاصب 0

فقال أحمس :0
لقد تخلصتم من محتل أجنبي ليقع الشعب في يد محتل وطني ، كيف ترضون بضياع هيبة مصر بين الأمم !! لقد حاربت أعداء مصر من الهكسوس و طردتهم شر طردة ، بل و طاردتهم في آسيا حتى شتت فصائلهم تماما. ولم أعقد معهم صلحا مهينا . ثم أنني قمت بتنظيم الإدارة في مصر و أصلحت طرق الري و الزراعة فعم الرخاء لشعب مصر كله 0

فقال رمسيس الثاني :0
لا مانع من معاهدة صلح مع العدو - كما فعلت أنا - مادامت مفيدة للطرفين 0

0
فقال محمد حسني مبارك :0
بالتأكيد مفيدة للطرفين ، كفانا ما واجهناه من حروب ، لقد انتصرنا على العدو و لم يعد ثمة مبرر للقتال ،لقد كان نصري في حرب أكتوبر هو أعظم نصر في تاريخ مصر الحديث0
0
فأحتج أنور السادات بغضب :0
نصرك ؟؟ لقد سرقت انجازي الكبير و حنكتي و ذكائي في مواجهة الأعداء و نسبت كل ذاك لنفسك ، و كأنك أنت من صنع هذا النصر و ليس أنا 0

قال أحمد عرابي بهدوء :0
لم يصنع أيكما شيئا ، بل شعب مصر الحر هو من صنع هذا الانتصار ، و الفضل ينسب له في أول الأمر و آخره 0

ووجه أوزوريس الكلام لأنور السادات :0
ليس لمسموح لأحد في هذه القاعة المقدسة أن يعلو صوته ، أو يخرج عن أداب الحوار . اعتذر !0

فرد بصوت خافت :0
أقدم المعذرة و الأسف0

فقال أوزوريس ، موجها الكلام لحسني مبارك :0
ما قولك إذن في أنك دكتاتور ، استمسكت بعرشك إلى نهاية عمرك ، وقمعت كل فكر مضاد لفكرك ، و سجنت كل معارض لرأيك ، و اشتريت الأقلام و الصحف و الضمائر ، و سحلت أبناء الشعب الهاتفين بسقوطك 0
فرد مبارك غاضباً :0
هؤلاء خونة و عملاء لأعدائنا في الخارج و يريدون أن تعم الفوضى ربوع مصر ، يريدون سقوط مصر بسقوطي 0

فتدخل سعد زغلول قائلا :0
مصر لا تسقط بسقوط أحد ، مصر باقية على مر التاريخ . و نحن من نصنع تاريخ مصر . لذلك أستحق كل منا مقعده بين الخالدين 0

فقال محمد حسني مبارك :0
أنا أيضا أستحق التخليد0

فقال أوزوريس :0
عن أي شئ ؟!! في كتابك الذي بيدي ، أنك بعت أهل مصر لفئة قليلة ذات ثروة و نفوذ ، فتحكموا في مصائر الشعب و قوت الناس . و أنتشرت البطالة و لم يجد المصريون قوتهم ولا علاجهم و أصبحت الحياة الكريمة حلم مستحيل . هذا غير فساد أبنائك و حاشيتهم و تربحهم من مركزك 0

وقال أحمد عرابي :0
إن ديننا الإسلامي يحضنا على المساواة بين عباد الله ، فلا يفرق بينهم إلا التقوى . إن فساد الأمة يأتى حينما يعامل الشعب بطريقة " إذا سرق فيهم الغنى تركوه و إذا سرق الفقير أقاموا عليه الحد " . و قد قال رسول الله عليه أفضل الصلاة و السلام " والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها " 0

وقالت إيزيس :0
هذا ابن عاق ، لا أملك الدفاع عنه

هم حسني مبارك بالكلام ، لكن أوزوريس قاطعه :0
لقد أجمع أبناء شعبك على أن فترة حكمك هي الأسوأ في تاريخ مصر الحديث ، و لقد وضح لنا أنك مدان ، وللأسف ليس لهذه المحكمة الحكم النهائي عليك و إلا لحكمنا عليك - و أبنائك - بالذهاب للباب الغربي المفضي إلى الجحيم . ولتكن تلك توصيتنا لمحكمتك الإسلامية0
-----------------------------------------------------------------------

ا*رواية أمام العرش : كتبها نجيب محفوظ عام 1983 و هي تخيل لمحاكمة الحياة الأخرى عند المصريين القدماء و مثل أمام المحكمة ملوك مصر و حكامها منذ الملك مينا و حتى محمد أنورالسادات ، وكل من حكمت المحكمة عليه بأتخاذ مقعده الذهبي بين الخالدين ، له الحق في الكلمة أثناء محاكمة من يأتي من بعده 0 إلا أن المحكمة تحكم بالجحيم أو الخلود على من هو على دين المصريين القدماء أما من أعتنق المسيحية أو الإسلام ، يكون حكمها عليه نوعا من التقدير التاريخي 0 و قد سمحت لنفسي بكتابة الفصل الأخير الذي لم يكتبه الأديب الكبير نجيب محفوظ ، محاكية نفس أسلوب و شخصيات الرواية 0