لوليتا

هل تذكر اللوليتا ؟ ليست برائحة غزل البنات النفاذة ، و لا ببرودة الآيس كريم المنعشة ، و لا يبقى طعمها في فمك طويلاً كالبونبوني و الشيكولاتة . ما هي إلا متعة وقتية تأكلها في ثانية ، و تنسى كل شئ عنها في الثانية التالية !!0

الجمعة، مارس ٠٣، ٢٠٠٦

سيدنا


من الصعب حقا أن تتخيل أنك في القرن الـ 21 ، و أنت تخطو إلى ذلك المنزل في قرية (......)0
ليس حذف اسم القرية للتمويه ، أو لتجنب غضب أهالي هذه القرية . و لكن لأن الحالة عامة بالفعل ، و يوجد منزل مشابه في كل القرى تقريباً 0

هل رأيت حجابا من قبل ؟؟
هل ذهبت لشيخ ( أبو سر باتع ) و جلست أمامه تستمع لنصائحه ، أو بالأحرى أوامره؟
حسناً 000
هو لا يشبه شيوخ السينما بأي حال من الأحوال ، ليس بلحية مشعثة ولا يضع أمامه مبخرة عملاقة ، ولا يرتدي الأسمال و السبح حول عنقه ، ولم ينادي على شمهورش طوال فترة وجودي هناك0

المنزل كبير ، من دور واحد ، عدة غرف واسعة ، في كل غرفة ? غالبا - مجموعة من النسوة المنتظرات دورهن لمقابلة ( سيدنا ) ، ليجعلهن ينجبن ، أو ليزوج بناتهن ، أو يحفظ أزواجهن من الجارات المائعات اللواتي يخططن للأستيلاء عليهم

غرفة صغيرة مغلقة لا يدخلها سوى ( سيدنا ) ، ليقوم فيها بعمل ( استخارة ) على حد قوله .فهو يأخذ اسم ( المريضة ) و اسم أمها و يدخل الغرفة لعشر دقائق ليعود بكل المعلومات اللازمة عنها ، وأفضل الطرق لـ(علاجها)00

وهناك حجرة كبيرة مخصصة لأحفاده ، بها 2 جهاز كمبيوتر ، أحدهما متصل بالانترنت . لم أندهش لهذا عندما علمت انه يتقاضى 50 جنيها من كل ( مريضة ) في كل زيارة . فهو لا يتبع أسلوب الاستشارة الذي يتبعه الأطباء . كل زيارة هي ( كشف ) جديد ، و ( فيزيتا ) جديدة 0

والعملية ليست سهلة كما تتصور ، و طرق ( العلاج ) ليست دائما أحجبة و بخور و دمتم
: ولأقرب الصورة لذهنك ، خذ هذا المثال

امرأة شابة متزوجة من عامين ولم تنجب بعد ، يأخذ سيدنا اسمها و اسم أمها و يدخل لحجرة ( الاستخارة ) ، يغيب عشر دقائق و يعود ليقول :0

"إنتي مكبوسة"

و ( مكبوسة ) هذه هي وصف لحالة كل امرأة لم تنجب أو أي أم لا تستطيع إرضاع صغيرها لأي سبب من الأسباب
وأسباب ( الكبس ) كثيرة ولا تحصى ، مما يجعل من العسير حقا أن تتفاداها أي أمراة لتظل ( مفرودة )0

فمثلاً النفساء محرم على زوجها- أو أي رجل آخر - الدخول عليها وقد قام بحلاقة ذقنة حديثا ولا وهو يحمل لحم ابتاعه لتوه ، ولا تدخل عليها امرأة حائض ، و إلا جف لبنها فورا و ربما مات رضيعها أيضاً

و ليست النفساء هي الوحيدة المعرضة ( للكبس ) ، فالفتاة التي تتزوج حديثاً ، و تأخذ أمها - التي يقتلها الفخر - دليل شرفها لتعرضه في زهو على رجال العائلة وكل من تصادف وجوده هناك ، لا يفترض أن تعود لتدخل به على أبنتها ثانية 00
هكذا ( تكبس ) فوراً ولا تنجب إلا بفك ( الكبس ) 00

: و يستطرد ( سيدنا ) أمام النظرات المذعورة
"ماكنش المفورض أمك ترجع تدخل عليكي تاني بيها"

"طب أعمل إيه يا سيدنا ؟؟"

و"هاتجيبيها من عند أمك ، و تنقعيها في مية طاهرة للصبح ، و أول ما تصحي تاني يوم حماتك تحّمِيكي بالمية دي ، بس مش في الحمام عشان النجاسة !!! في أي أودة و يكون أخر شهر عربي عشان يهل عليكي الشهر الجديد ، و "ماتنزليش من البيت يومين ، و ربنا يديكي إن شاء الله

المدهش هنا أن معظم هؤلاء الـ( مرضى ) من القاهرة و ليس من القرية نفسها ، نساء متعلمات مثقفات و ربما عاملات أيضاً00

و لا يصلح ذات العلاج لأي مريضة ، كما أن هناك ألف دواء للأنفلونزا ، و ما يصلح لزيد هو بالتأكيد ضار لعمرو . فمريضة أخرى ( مكبوسة ) يعطيها ( سيدنا ) عقد حجري من سبع حبات ملونة ، و يقال أنها أحجار كريمة من جبال السعودية ، و يتم نقعة في مياة دافئة مع التقليب المستمر ، ثم تستحم بمياهه 00
ويجب أن تقوم الحماة بهذه المهمة دائماً في أي وصف لفك الكبس ، أما من توفت حماتها فهي هالكة لا محالة !!!0

و هناك ( كبسات ) من أنواع مختلفة ، تختلف باختلاف الشخص المتسبب للكبسة

"أنتي عمتك هي اللي كبستك"

و العمة هنا هي أخت الزوج و ليست أخت الأب00
والحل ؟؟

"تقعدي تتبولي في التراب و هي تتبول وراكي ، و الخطين يقطعوا بعض ، خدي بالك لازم يقطعوا بعض"

ترى إذن أن طرق ( العلاج ) ليست سهلة ، بل هي تحتاج لتخطيط و رسومات هندسية و وضع خطة للعمل ، الموضوع ليس لعباً00
و بعض طرق ( العلاج ) تحتاج لمعدة قوية حقاً ، بالأضافة لمئات الأوراق التي تحرق في البخور و يشم دخانها ، مما يرجح أن المريضة تموت مختنقة فوراً و تحل المشكلة من أساسها00
و ربما التبول على قفل مغلق (متعزم عليه ، أي أن سيدنا قام بتلاوة همهمات غامضة عليه ربما هي تعويذات سحرية او تعزيمات شيطانية أو حتى أسماء لاعبي المنتخب القومي ) ثم يتم فتح القفل فوق رأس المريضة أمام باب جامع مفتوح في صلاة الفجر ، و الاستحمام برِجلة و عرق حلاوة ( أنواع من الأعشاب لا أدري كنهها تباع لدى جميع العطارين ، وأعتقد أن العطار نفسه لا يدري كنه هذه الأشياء )0
و بالطبع لم تنقرض الأحجبة العزيزة ، المكتوبة بلون أحمر - يقول سيدنا أنه عنبر ، و إن كنت أشك أنه قلم فلوماستر بجنيه و نص - بخط عفاريتي يستحيل قرائته ، حتى لا تنفضح أسرار المهنة و يصبح كل من هب و دب قادرا على صنع حجاب0

لقد أنتهى العهد السعيد حين كان الشيوخ يطلبون جوز فراخ بيض مشقشقين و نص ريال فضة و هدهد يتيم00
و ترون طبعا أنني أصبحت خبيرة في كل طرق علاج ( الكبس ) و الأعمال و الربط و وقف الحال و خلافه00
و في مقابل 50 جنيها في الزيارة الواحدة ، لا أمانع في أن أفتح لي ( مكتب ) ، وأتحول إلى ( سيدنا ) 00
فقط بمجرد أن أجد قرية تخلو من واحد0

طبعا يتساءل البعض في خبث لماذا ذهبت إلى هناك ؟؟
وهو سؤال غريب بالفعل و يدل على غباء مطلق .. ذهبت لأتزوج طبعا ، ظننت هذا واضحاً 00
تسئلون أسئلة عجيبة حقاً !!!!!!
0

6 Comments:

At أبريل ١٠, ٢٠٠٦ ٦:٠٣ م, Blogger She said...

ايه دا كله ايه دا كله؟؟؟؟

كل دي معلومات عن فك الكبس ولا الكبسه زي ما انا بقولهاا

بس الغريب انك يا ااميره مقلتيش طرق فك كبس الانسات اللي عاوزين يتجوزو دا ازا كانو مكبوسين اصلا

ولا دي ليها اسم تاني واحنا منعرفوش

 
At أبريل ١٠, ٢٠٠٦ ١٠:٤١ م, Blogger أميرة حسين said...

لأ يا شيمو البنات اللي عايزين يتجوزا مايبقوش مكبوسين

يبقوا بعيد عنك و عن السامعين معمولهم عمل او قرينها واقف في سكتها

والاتنين لهم نفس ( العلاج ) شوية بودرة بيضا كده شبه بودرة العفريت سيدنا هيديهالك تنقيعها في مية سخنة بتغلي و تستحمي بيها 3 مرات مع قراءة سور معينة من القرآن كل ليلة ( ودي الحاجة الوحيدة العدلة اللي بتطلعي بيها من سيدنا )
لكنه طبعا بيقولها من باب ادعاء التدين و عشان يوحيلك انه عنده علم الكتاب مثلا و لا حاجة

وبعد اسبوعين ترجعي لسيدنا يقولك العمل اتفك و قرينك غار ولا لسة !

يرزقنا و يرزقك يا شيمو و السامعين قولي ياااااااااا رب

حييييييييييييييييييييييييي

 
At أبريل ١٦, ٢٠٠٦ ١١:١٣ م, Blogger She said...

مشاء الله علم والله الموضوع دا


بس مش هنتكلم كتيير

سمحوهاا اصلهاا متعرفش

حييييييييييييييي

 
At يونيو ٢٦, ٢٠٠٦ ٣:٥٨ م, Blogger صاحب البوابــة said...

عزيزتي اميرة حسن

الموضوع اثار اعجابي فعلا خاصة تعليقاتك الساخرة

انت فعلا تمتلكي موهبة حقيقة في السرد القصصي

وبمناسبة انك ذهبت خصيصاً لسيدنا لكي تتزوجي!!!

فأنا قد اوفر عليك كل هذا المجهود واتزوجك بلا تردد لو كان الموضوع يشغل بالك هكذا :)

 
At يونيو ٢٧, ٢٠٠٦ ١:١٥ ص, Blogger أميرة حسين said...

احم اولا انا أميرة حسيييين
واخد بالك يا صاحب البوابة
حسييييييييييييييين مش حسن
D:
اعذرني في الملحوظة السابقة و لكن الكل يخلط بيني و بين أميرة حسن كاتبة الدستور الجميلة :)

المهم
شكرا شكرا على كلماتك الجميلة و سعيدة لان البوست اعجبك
و ان شاء الله هعدي عليك في البوابة قريب

اما بالنسبة لعرض الزواج ، فأنا فتاة عملية يا عزيزي و لا تتصور انني سأضع وجهاً خجول هنا و اخبرك انني سأفكر

أنا موافقة
D:
دبستك صح ؟؟
هيهيههيهيهيهييي

 
At فبراير ٢٧, ٢٠٠٧ ١:٣٨ م, Blogger احمد حمدينو محمد said...

جميله ورائعه انا احب هذا النوع من الأعمال تلك الاعمال الت تسخر من اقرب الاشياء الى قلب الناس وخاصة وانه لا تزال هناك بقايا لمن يؤمنون بسلطة الشيخ والدجال

 

إرسال تعليق

<< Home